السبت، 21 مارس 2020

هل تعلم أن تناول اللحوم يزيد من التغيرات المناخية ؟!



كتب: أحمد سبع الليل

فاز هذا المقال بجائزة مؤسسة تعقب المناخ العالمية، وحصل كاتبه على زمالة دولية بصحبة 6 من الصحفيين الأجانب لحضور مؤتمر التنوع البيولوجي Cالذي نظمته الأمم المتحدة بمدينة شرم الشيخ تحت رعاية رئيس جمهورية مصر العربية الرئيس عبدالفتاح السيسي.




إنه لمن الملاحظ أن التغير المناخى يحدث بسرعة كبيرة، مما يفرض تحديات عديدة على المجتمعات والأفراد لتقليل المخاطر التي قد ينتج عنها هذا التغير، وكان لابد من تقليل استهلاك الموارد بصورة او بأخرى من العوامل الرئيسية الواجب مراعاتها.

الآن أري الإنسان يستخدم الكوكب كحقل تجارب لاختراعات ونظريات وأسلحة وما شابه، الأمر الذى يعد على خلاف الغرض الذى أنشأ لأجله كوكب الأرض وجعل مهيأ وصالحا للحياة دون غيره، كما أن التلوث قد وصل إلى أبعد حد، حتى طال الهواء والتربة والماء، والحياة بكاملها على كوكبنا، وكان الغريب أن الإنسان الذي وهبه الله العقل هو من يفعل ذلك، ولم يكن الحيوان ولا النبات يفعل ما يضر البيئة قطعًا، لذلك علينا جميعًا إيقاظ ضمائرنا من جديد، وتنبيه العقل ورفع الوعى بأهمية الحفاظ على هذا الكوكب العظيم الذيدى يمثل جزء من كل فرد عليه.

تشير الإحصائيات بأن إصدار 18 ٪ من انبعاثات غازات الدفيئة من صناعة اللحوم والألبان فقط، وهذا أمر خطير للغاية ويمثل تهديدا واضحًا، على تغيير المناخ بصفة خاصة وما يترتب عليه من انهيار لكوكب الأرض على المستويدى البعيد، ويقف حاجزا منيعًا في وجه التنمية المستدامة التي ينشدها العالم اليوم.

كما تشير الإحصائيات أن التحول إلى نظام غذائى نباتى يخفض الانبعاثات عن طريق اللحم البقرى؛ بالإضافة إلى أن تناول لحوم الدجاج يمكن أن يقلل من انبعاث CO2 للأشخاص بمقدار 560 كجم فى السنة، بالإضافة إلى الدراسات الحديثة التى تقول بأن البشر لو تحولوا إلى استهلاك كميات صغيرة من اللحوم، يمكن أن يقللوا التكاليف التي تنفقها الحكومات لتخفيف آثار تغيُّر المناخ بنسبة تصل إلى 50% بحلول عام 2050.

وفي دراسة نشرتها دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم، في جامعة أكسفورد أنه إذا استمر الناس فى اتجاهاتهم الحالية في استهلاك اللحوم، بدلًا من اتباع نظام غذائى نباتى، فإن ذلك يمكن أن يكلف الاقتصاد العالمي ما يصل إلى 1.6 تريليون دولار بحلول عام 2050.

كما تشير الإحصائيات أن دولة مثل الولايات المتحدة بإمكانها توفير 180 مليار دولار إذا تناول السكان وفقًا للمبادئ التوجيهية الموصي بها، إلى جانب توفير 250 مليار دولار إذا تخلت البلاد عن المنتجات الغذائية الحيوانية تمامًا واستخدام البنات بدلال من ذلك.

وبالبحث نجد أن التقارير العلمية والمقالات في المجلات المختلفة، ومقاطع الفيديو المنتشرة على شبكات التواصل الاجتماعي باختلافها، والأفلام الوثائقية مثل «Cowspiracy» و«Meat the Truth»، فإن الأنباء عن المساهَمَة المفرطة من آكلى اللحوم في مشكلة الاحتباس الحرارى تنتشر بصورة كبيرة، وهو ما رصده مقالان على موقعى «The Atlantic» و«Scientific American».

والحقيقة الكامنة التي لن يصدقها القارئ، أن معظم سكان الكوكب ما زالوا لا يدركون المدى الكامل لتأثير استهلاكهم اللحوم على المناخ، وأن هناك نسبة قليلة للغاية لا تتعدي 10 % من سكان العالم يدركون تأثير تناول اللحم على تغيُّر المناخ، الأمر الذى يصيبنا جميعا بالذهول.

أخيرا لا بديل عن تقليل الاستهلاك بمفهومه الشامل ولابد أن ندرك جيدا، أن ما يحتاج إلي تغيير فى وطنيدى الحبيب مصر، هو رفع الوعى وتغيير السلوكيات الجماعية، لأن تناول الطعام يرتبط بالتقاليد والعادات الاجتماعية، لذلك كان من الواجب أن يكتب الصحفيين والكتاب والاعلام وأن تنشر المجلات نشرات متخصصة، وأن تعقد الندوات التثقفية والمحاضرات العامة لكل الأطراف المعنية بالقضية ولعامة الشعب وللطلاب والمزارعين والمثقفين والسياسيين، وأن تهتم الحكومات بوضع البرامج والسياسيات العامة تجاه تقليل استخدام اللحوم للحد من التغير المناخى، كما أنه لابد من رفع الوعي وتغيير السلوكيات الجماعية للأفراد والمجتمعات للحد من استهلاك اللحوم واتباع النظم الغذائية النباتية او استخدام بدائل اللحوم كالدجاج.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق