الأربعاء، 25 مارس 2020

المُناخ هو المستفيد الوحيد من فيروس كورونا.. كيف ذلك؟!

التغير المُناخي هو المستفيد الوحيد من فيروس كورونا

كتب: أحمد سبع الليل

بإنتهاء الأسبوع الأول من مارس، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدد حالات الإصابة المؤكدة بمرض كوفيد-19 (المعروف باسم كورونا) قد تجاوز عالمياً عتبة 100 ألف حالة حول العالم، ولكن يبدو أن لإنتشار الفيروس منحي إيجابي آخر متصاعد، ووجه آخر لا يعرفه أغلبنا، حتي وإن كان هذا الأثر مؤقتًا ومرتبط بمدي إنتهاء أزمة كورونا، لكنه مفيد لحياة الجميع على كوكب الأرض.


فقد أكدت وكالة ناسا الفضائية، أن هناك انخفاض كبير في مستويات ثانى أكسيد النيتروجين، في عدد من الدول على رأسها الصين وإيطاليا.

ما هو غاز ثانى أكسيد النيتروجين؟ وما تأثيره؟

هو غاز سام حال استنشاقه بشكل مباشر، وينتج من اتحاد ذرة النيتروجين وذرتين من الأكسجين، وله أضرار بيئية عديدة فهو يتسبب في سقوط أوراق الأشجار وبطء نمو النباتات كما أنه يسبب التهاب، وينتج هذا الغاز من مخلفات المصانع واحتراق الوقود في الهواء، كما يعد النيتروجين أحد أكثر المواد تلويثا للبيئة والأكثر شيوعا كما يعد أحد المسببات الرئيسية لظاهرة الإحتباس الحراري.


كيف ساهم كورونا في خفض انبعاثات غازات الدفيئة؟ 

بمجرد انتشار الفيروس في عدد كبير من دول العالم، أعلنت بعض الحكومات فرض حظر التجول الجزئي كالأردن والكلى كالصين وإيطاليا، وبعضها اغلق المحال العامة والتجارية فترة المساء كمصر، الامر الذي ساهم فى تقليل استهلاك الطاقة بشكل كبير، وانخفاظ معدل الإستهلاك فى انماط الحياة المختلفة، بل لجأ الكثير إلي إطلاق حملات للتوعية وضرورة المكوث فى المنزل من أجل حصر إنتشار فيروس كورونا، وتقليل عدد المصابين، وهو ما انعكس على الحياة بشكل عام، وأدي إلي خفض الإنبعثات التي تنتج عن المصانع والشركات والممارسة العامة والإستهلاك لمتزايد للبشر، كما أدي انتشار فيروس كورونا إلى إقدام عدد من الحكومات على عزل عدد من المدن وإجلاء السكان إلى الحجر الصحي مع إيقاف الرحلات الجوية والتنقل والنشاطات الصناعية ما أدى إلى شل الاقتصاد وتوقف المصانع والشركات عن العمل، بل غير فيروس كورونا خريطة العالم.


وفي دراسة أجراها مركز البحوث بشأن الطاقة والهواء النظيف "كريا" في فنلندا، أظهرت أنه خلال الفترة الممتدة من الثالث من 1-16 فبراير، تراجعت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تقرب من 25 % مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماض، ما يمثل تراجعًا بنسبة 6 % من الانبعاثات العالمية في تلك الفترة.


من جانبها أكدت الباحثة المتخصصة في جودة الهواء في وكالة ناسا "في ليو": هذه المرة الأولى التي أرى فيها تغييرا بهذا الحجم في منطقة بهذا الاتساع وفى وضع متصل بحدث معين"، كما أشارات إلى أن الأزمة الإقتصادية العالمية في 2008 تسببت بتراجع في التلوث بثاني أكسيد النيتروجين في عدد من الدول، لكنه كان بشكل متدرج وليس كما حدث فى الوقت الحالى بسبب كورونا.


ومن جهته، قال كلاوس زينر من وكالة ناسا الأمريكية: "إن انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين فوق وادي بو في شمال إيطاليا واضح بشكل خاص"، وأضاف: "على الرغم من أنه قد يكون هناك اختلافات طفيفة في البيانات بسبب الغطاء السحابي وتغير الطقس، إلا أننا واثقون جدا من أن انخفاض الانبعاثات الذي يمكننا رؤيته يتزامن مع الإغلاق الذي حدث في إيطاليا، ما يتسبب في انخفاض حركة المرور والأنشطة الصناعية".

ولاحظ الباحث في وكالة ناسا، سانتياغو غاسو، تغييرات مماثلة في مستويات التلوث عند دراسة بيانات أخرى من "كوبرنيكوس"، وقال: "في شهر واحد، هناك انخفاض واضح في مستويات NO2 في شمال إيطاليا وفقا لمستشعر الأقمار الصناعية".


لذا إنه لمن الملاحظ أن هناك فوائد كبيرة لفيروس كورونا على التغيرات المناخية بسبب إنخفاض غازات الدفئية الناتجة عن قلة الاستهلاك، رغم ما يعنيه العالم اقتصاديا واجتماعيًا نتيجة تفشي الفيروس.




السبت، 21 مارس 2020

هل تعلم أن تناول اللحوم يزيد من التغيرات المناخية ؟!



كتب: أحمد سبع الليل

فاز هذا المقال بجائزة مؤسسة تعقب المناخ العالمية، وحصل كاتبه على زمالة دولية بصحبة 6 من الصحفيين الأجانب لحضور مؤتمر التنوع البيولوجي Cالذي نظمته الأمم المتحدة بمدينة شرم الشيخ تحت رعاية رئيس جمهورية مصر العربية الرئيس عبدالفتاح السيسي.




إنه لمن الملاحظ أن التغير المناخى يحدث بسرعة كبيرة، مما يفرض تحديات عديدة على المجتمعات والأفراد لتقليل المخاطر التي قد ينتج عنها هذا التغير، وكان لابد من تقليل استهلاك الموارد بصورة او بأخرى من العوامل الرئيسية الواجب مراعاتها.

الآن أري الإنسان يستخدم الكوكب كحقل تجارب لاختراعات ونظريات وأسلحة وما شابه، الأمر الذى يعد على خلاف الغرض الذى أنشأ لأجله كوكب الأرض وجعل مهيأ وصالحا للحياة دون غيره، كما أن التلوث قد وصل إلى أبعد حد، حتى طال الهواء والتربة والماء، والحياة بكاملها على كوكبنا، وكان الغريب أن الإنسان الذي وهبه الله العقل هو من يفعل ذلك، ولم يكن الحيوان ولا النبات يفعل ما يضر البيئة قطعًا، لذلك علينا جميعًا إيقاظ ضمائرنا من جديد، وتنبيه العقل ورفع الوعى بأهمية الحفاظ على هذا الكوكب العظيم الذيدى يمثل جزء من كل فرد عليه.

تشير الإحصائيات بأن إصدار 18 ٪ من انبعاثات غازات الدفيئة من صناعة اللحوم والألبان فقط، وهذا أمر خطير للغاية ويمثل تهديدا واضحًا، على تغيير المناخ بصفة خاصة وما يترتب عليه من انهيار لكوكب الأرض على المستويدى البعيد، ويقف حاجزا منيعًا في وجه التنمية المستدامة التي ينشدها العالم اليوم.

كما تشير الإحصائيات أن التحول إلى نظام غذائى نباتى يخفض الانبعاثات عن طريق اللحم البقرى؛ بالإضافة إلى أن تناول لحوم الدجاج يمكن أن يقلل من انبعاث CO2 للأشخاص بمقدار 560 كجم فى السنة، بالإضافة إلى الدراسات الحديثة التى تقول بأن البشر لو تحولوا إلى استهلاك كميات صغيرة من اللحوم، يمكن أن يقللوا التكاليف التي تنفقها الحكومات لتخفيف آثار تغيُّر المناخ بنسبة تصل إلى 50% بحلول عام 2050.

وفي دراسة نشرتها دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم، في جامعة أكسفورد أنه إذا استمر الناس فى اتجاهاتهم الحالية في استهلاك اللحوم، بدلًا من اتباع نظام غذائى نباتى، فإن ذلك يمكن أن يكلف الاقتصاد العالمي ما يصل إلى 1.6 تريليون دولار بحلول عام 2050.

كما تشير الإحصائيات أن دولة مثل الولايات المتحدة بإمكانها توفير 180 مليار دولار إذا تناول السكان وفقًا للمبادئ التوجيهية الموصي بها، إلى جانب توفير 250 مليار دولار إذا تخلت البلاد عن المنتجات الغذائية الحيوانية تمامًا واستخدام البنات بدلال من ذلك.

وبالبحث نجد أن التقارير العلمية والمقالات في المجلات المختلفة، ومقاطع الفيديو المنتشرة على شبكات التواصل الاجتماعي باختلافها، والأفلام الوثائقية مثل «Cowspiracy» و«Meat the Truth»، فإن الأنباء عن المساهَمَة المفرطة من آكلى اللحوم في مشكلة الاحتباس الحرارى تنتشر بصورة كبيرة، وهو ما رصده مقالان على موقعى «The Atlantic» و«Scientific American».

والحقيقة الكامنة التي لن يصدقها القارئ، أن معظم سكان الكوكب ما زالوا لا يدركون المدى الكامل لتأثير استهلاكهم اللحوم على المناخ، وأن هناك نسبة قليلة للغاية لا تتعدي 10 % من سكان العالم يدركون تأثير تناول اللحم على تغيُّر المناخ، الأمر الذى يصيبنا جميعا بالذهول.

أخيرا لا بديل عن تقليل الاستهلاك بمفهومه الشامل ولابد أن ندرك جيدا، أن ما يحتاج إلي تغيير فى وطنيدى الحبيب مصر، هو رفع الوعى وتغيير السلوكيات الجماعية، لأن تناول الطعام يرتبط بالتقاليد والعادات الاجتماعية، لذلك كان من الواجب أن يكتب الصحفيين والكتاب والاعلام وأن تنشر المجلات نشرات متخصصة، وأن تعقد الندوات التثقفية والمحاضرات العامة لكل الأطراف المعنية بالقضية ولعامة الشعب وللطلاب والمزارعين والمثقفين والسياسيين، وأن تهتم الحكومات بوضع البرامج والسياسيات العامة تجاه تقليل استخدام اللحوم للحد من التغير المناخى، كما أنه لابد من رفع الوعي وتغيير السلوكيات الجماعية للأفراد والمجتمعات للحد من استهلاك اللحوم واتباع النظم الغذائية النباتية او استخدام بدائل اللحوم كالدجاج.